الا سلام و الحضارة الغربية
الدکتور محمد فضل الرحمن الانصاری

بسم الله الرحمن الرحیم

نحمده و نصلی ونسلم علی ر سوله سيدنا محمد خاتم النبیین

الاسلام و العالم الغربي

العالم الاسلامي يمر في عصرنا هذا بازمة لا مثيل لها فيما مضى من تاريخه عبر القرون الماضية وقد نشات هذه الازمة بحكم نفوز الحضارة الغربية في العالم الاسلامی اذ فتح الاستعمار بلاد المسلمين والستولی على سياستها وبداء مشروعاته التي تهدف الى ابادة ثقافتهم من جهة والي تسخير اذهان المسلمين الیه من جهة اخرى ۔ والتمس الى شتى الوسائل باحدث نظام التدريس الجديد كم كانت هذه المشروعات قوية الهدف بارعة التخطيط وان نظرة واحدة الى ۔۔۔۔۔ما كتبہ میکالی (Macaulay)  في تقريره عن ارساء النظام التدريسي في المستعمرات البريطانية وما وضعه المستعمر ون الفرنسيون من خطط للقضاء على الاسلام في افريقيا وما دبره الهولنديون لاضطهار المسلمين في اندونيسيا - تکنی لا ثبات ما ذكرناه ۔

لقد دبر الاستعمار الغربی مكائد ونفذها بكل ما لديه من همجية حتى انه احيط كل محاولة من محاولات المسلمين للدفاع مقدساتهم مما نتج عن ذلک أن الاسلام مازال مقهورا و مضطهدا حتی بعد تحرير تلك البلاد التي كانت مستعمره السلطت الغربية السياسية.

كما بقي المستعمرون بعد التحرير بنفوذ هم و غلبتهم حتى ان استقرار نفوذ هم ظل يسيطر ثقا فيا على المجتمعات التي كانت واقفة تحت السيطرة الغربية وأن الثقافية الغربية وما زالت تنتشر بل انها ازدادت انتشارا بعد استقلال تلك البلاد التي تحرات.

ان الحضارة غربية هي وليدة الاسلام على شكل ما ولكنها وليدة غير و فية فقد تطورت على وضع غير اسلامي الا فيما يتعلق بالمجال الصناعي كما سنراه في بحثنا التالي۔

أن المدارج التي تطورت الحضارت الغربية على صعيدها هي الطمانية والمادية و الشيوعية وقد نشات الثقافة الحسية نتية لهذه التطورات و هي ثقافة مبنية على اساس انكار الخالق وانکار القيم الروحية و من البد هي ان هذا السم اذا لقح في بدن المسلم فانه يعمل عمل السم ولا يعمل عمل الترياق .

ماساة الحضارۃ الغربیۃ

الشيوعية عبر الطلمانية

ان الطمانية والمادية و الشيوعية کان متشابكة متماثلة فالمرحلة الاولى التي وصلت اليها الحضارة الغربية في مجال تعبیر الحياة تعبيرا ماديا هي مرحلة الطمانية التي تفرق بين الدولة و الكنيسة و تفرق بين العلوم الكسبية و عقيدة وجود الخالق وهذه هي المرحلة التي تنفح فيها الأبواب للمادية التي تدعي بأن المادة هي الحقيقة المطلقة في الكون و هذه المادية المتفلسفة في العالم الغربي حولت الى المادية العلمية في القرن التاسع عشر بایدی کارل مارکس الذي قدم الى البشریة لاول مرة في التاريخ الفلسفة المادیۃ بكل جراة و تحد .

من خلال المسيحية

و الطمانية مدينة في وجودها العاملين اولهما المسيحية التي اصبحت دين العالم الغربي قبل بروز الطمانية ببضعة قرون وعلى اساس مبدئي أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله و قد قسمت المسيحية الحياة البشريۃ الى قسمين غير متناسقين قسم يقع تحت سلطان الله  عزوجل و هو القسم الروحي و قسم يقع تحت سيطرة البشر وهو القسم الذي يتعلق بالحياة اليومية۔

اوالمادية وبذا مهدت المسيحية الطريق للطلمانية ثم ظهر على مسرح اوربا العامل الذي حمل ذلك المبدا المسيحي الى اقصى غايته  المنطقية مع كونه ثائرا ضد الكنيسة فنتج عن ذلك ماساة العالم البشرى و هذه الماساة عاملها هو الحرب التي دارت بين المسيحية و بين القوات التقدمية في اوربا منذ النشات العلمية.

اثر الاسلام

یعلم دارسوا التاريخ أن المسيحية ظهرت في الوجود وقت ان كانت الحضارة الانحريقية والرومانية و علو مهما تخفقان و تر فرقان فكان من الواجب ان تقنی بهما المسيحية حتي تنشطا و تزد هرا لكنها اعلنت جهاد ها منذ اول يوم ضد الفلسفة والعلوم وقد اعترف علما التاريخ ان القرون التي وقعت بين قد ظهور المسيحية و بين ظهور النشاة العلمية في اوربا كانت ترونا مظلمة وقد ظلت هذه الظلمة مطبقة حتی اشرقت شمس الاسلام من خلال وادى الفاران و افتح رسول الله ﷺ العصر العلمي الجديد فاستخرج العلماء المسلمون تلك الكنوز العلمية التي كانت مکنوزنة تحت انقاض المحضارات الماضية من افريقية ورومانية وبابلیة و ايرانية  وهندية و صینیة فاستثمروا هذه الكنوز العلمية و هذبوها واضافوا اليها من عند انفسهم و او صلوها الى اوربا عن طريق جامعاتهم ببغداد والقاهرة والأندلس و قدر لوالتحقيقات على ان الفضل يرجع في ذلك الى الاسلام والى العلماء المسلمين في احداث النشاة العلمية في اوربا و في ظهور كبار العلماء فيها مثل روجر بیکن (Roger Bacon)  و بابا سلقستور الثاني (Pope Sylvester) و غيرهما من العلماء .

الکنیسۃ و التقد میة

وقد جاءت النشاة العلمية كصدمة عنيفة للمسيحية و لما ان كانت المسيحية تتمتع بسلطان سياسي فقد اظهرت رد فعل عنيف ضدها بكل ما ما تملكة من كید فاضطهدت زعماء النشاۃ العلمية وأحرقت عددا منهم احیاء و اجبرتهم على الارتداد عن عقائدهم ومن قاوم من هولاء العلماء جعل عرضة للتعذيب والاضطهاد واستحد ثت ادارة  ارهابية مستقلة عرفت في التاریخ المحاسبة والمحاسبة و العتاب او محاكم التفتيش فکان من نتیجۃ اعمالها الا وهابية ان اصبح هولاء العلماء شديدي العداوة للكنيسة باثم ان عداوتهم تحولت بمرور الزمن الى عدائهم للمسيحية واخذ هذا العداء ينمو يتسع و حتى انتهى امره الى انكار الدين اطلاقا و انکار وجود الخالق نفسه.

ظهور العلمانية كعقیدۃ

کان دارون (Darwin) اول من وضع أساس العلمانية في الفكر الغربي وكان من جملة كبار المفكرين في عصره اوربا فقد حاول في كتابه المعروف بعنوان اصل الانواع  (Origin of the species) أن يشرح المظاهر البيولوجية على أساس الاسباب و العلل الماد یة بصرف النظر عن الاعتراف بوجود الخالق ثم تبعه هکسلی (Huxley) واسبنسر   (Spencer)) في تطبيق ارائه البيولوجية على علم الاجتماع و طبقها هیوم  (Hume) على الفلسفة العقلية و طبقها  بنتهام (Bentham) ومل(Mill)  وهوبذ (Hobbes) على علم الاخلاق والسياسية فاخذت الكرة تتدحرج الى الإمام حتى ان الافكار الغربية اصبحت كلها تميل وتجسح الى المادية والعلمانية ونری في عصرنا هذا أن العلمانية اصبحت عقيدة راسخة في قلوب العلماء الغربيین۔

رد فعل العلمانية وما احدثته من شوم

ان التفريق بين مجالات النشاط البشري و تقسيمها إلى أقسام غير متناسقة ينتج عنه ما يسميه علماء النفس باسم (تشتت نظام المجتمع تشتت الشخصية البشرية) أن نظام المجتمع يطالب بالوحدة و الانسجام في مجالاته المتعددة  و اذا فقد هذا الانسجام او فقدت الروحية مكانتها الرفيعة في امور المجتمع كما نشاهده في المجتمعات الغربية فان المادية تطع عليها وتاخد في ادارة امورها و هذا ما حصل في العالم الغربي فان تجزئة الحياة الى اجزاء غير منسجمة ادت الى العلمانية والعلمانية ادت الى المادية والمادية قادت المجتمع الى التهلكة واما من ناحية الشخصية البشرية فان هذا التقسيم ارى الى عدم الانسجام في النشاط البشري ومجالاته مما ادى الى توتر الاعصاب و توتر الاعصاب نتج عنه ارتكاب الجرائم بما في ذلك الانتحار و هذا نفس  ما نشاهده اليوم في العالم الغربي فان جزءا كبيرا من سكانه البالغين يشكون من توتر الاعصاب وتنهيارها و ان نسبة المصابين مذهل وهذا الحال السبي لم یزل یزد اد و یشتد و یقوی و لیس السبب خافيا على من يبحث عنه اذا لم تقسيم الشخصية البشرية الى اجزاء بحيث اصبح كل جزء منها وحدة مستقلة بنفسها ولربما يطفي ذلك الجزء المتعلق بالمادة فيستهوي حب السبان البالغين الى الانه فاع مجنون نحو الشهوانية فيسلیهم شعورهم وماذا ما اصبح الجزء المادي من البشرية مركزا للاندفاع الشهوانيۃ مال المرء بطبيعة الى اللذات و الشهوات و اصبح احراز أسبا بها مثله الأعلى في حياته ولما كانت هذه الغاية لا تدرك الا با فساد اطراف اخرى من شخصيته و بسلب حقوق الآخرين من بنی نوعه فلا بد من أن تكثر الجريمة ويعم الانتحار بين من یجدون متعتهم في الحياة غير كافية و بسبب العلمانية نرى ان العالم الغربي اليوم لا يقف
امام معضلة مستعصية الحل او انه يواجه ماردا وبحرا عمیقا ولا يدرری ماذا يفعل لينجو منها و هذا ماراه وأعلن عنه با على صوته اکبر فلاسفة العصر الحاضر - ارنولد ج تو نبی (Arnold J. Toynbee) و من قبله اسبنسر الذي فاق فلاسفة عصره.

ظہور الشيوعية

اذا حللنا عوامل العلمانية كما تصورنا ها و جدنا ان من يومن بهالا يخلو من حالتين الاولى ان يكون مومنا باللہ ومعتعقدا فی الدین مع تحرير حياته العملية من السيطرة الدينية والثانية ان لا يكون مومنا بالله على الاطلاق فتكون حينذ وجهة نظره مادية بحتة فجل الحكومات في العالم الغربي تمثل الحالة الأولى والاتحاد السوفييتي و غيره من الدوول الشيوعية تمثل الحالة الثانية العلمانية المتساهلة مع عقيدة و جود الخالق الخطوة الاولى الى العلمانية الغير متساهلة كما قد أثبته التاريخ حينما دخلت المسيحية اوربا و ظهرت أول دولة مسيحية في الوجود اذ كانت هذه الدولة غير علمانية في اصلها ثم تغيرت الظروف و فعل بین امور الدولة والكنيسة و اصبحت الدول المسيحية كلها طمانية ثم بدات العلمانية تقوض القوى الدينية الأخلاقية وقد استمرت عملية التقويض الى يومنا هذا وفي أثناء ذلك ولدت تلك الوليدة غير الشرعية التي عرفت باسم الشيوعية من رحم الطمانية فخلعت العلمانية المتساهلة مع عقيدة وجود الخالق عن عوشها و حلت العلمانية غير المتساهلة مع تلك العقيدة محلها ولم يكن كارل ماركس الذي اسس الشيوعية يومن في بناء المنازل عند منتصف الطريق فانه قاد الشيوعية قابضا على انفها و اوصلها الى غايتها الطبيعية و هي المادية الثائرة التي سماها خطا بالمادية العلمية ان الشيوعية تظهر في بادی الامر کعقيدة اقتصادية و لكنها تهدف في الواقع الى تشكيل فلسفة للحياة غير متجانسة فلم يبدا كارل مارکس کتابه " راس المال بالمسائل الاقتصادية بل بداه بالعقائد الفلسفية واخذ يبحث عن المادية المنطقية ثم طبق فلسفته على المظاهر الاجتماعية محاولا اثبات المادية بصفتها كل شيني في الحياة فقد : فقد اخترع فلسفة تستیشع عقيدة الخالق و تسخر من الأديان القيم الحقيقية و المشل عنده محصورة اما في العوز والجوع او في الجنس وهو يزعم بانه يستطيع ان يثبت ان كل مسئلة من مسائل الحياة تتفرع من هذين الا صلين هذا هو دينه ودين كل راسخ في الشيوعية فقد ثبت من ھذا ھو الكلام بأنه توجد ثمة علاقة طبيعية و رباط منطقی فیما بین العلمانية والمادية و الشيوعية.

تثليث العارية الحديث

قد بينا ان الحضارة الغربية العلمانية حضارة مانية في جملة اجزائھا كما وان عقيدة الخالق في مثلها ترقيع غير معقول ان الامم الغربية  کانت تعتقد في التثليث منذ أمد بعيد فحولت عقيدة التثليث وهي الوهیة الاب والابن و روح القدس ۔۔۔۔الي تثليث جديد هو الوهیة المال و الخمرو النساء ۔۔۔۔ فهذه هي الالهة الجديدة التي تعبرھا الحضارة الغربية الحديثة.

اساس الحضارة الغربية

هذه هي النتيجة التي تترتب على الحياة العلمانية واذا حللنا فلسفة الحياة في الحضارة الغربية تحليلا نظريا و جدنا انها قائمة علی  الاسس الاتية .

1.     المادية من وجهة نظر الفلسفة العقلية.

2.     حب اللذات من وجهة نظر علم النفس كما يظهر من الفنون الجميلة عندهم و التقاليد السائدة

3.     مقتضيات الوقت و الشهوات من وجهة نظر فلسفة الاخلاق

4.     سلب الأمم غير الراقية ونهبها من مجهة النظر الاقتصادية ۔۔۔۔و تشارك و تشترك في ذلك الرأسمالية والشيوعية باستعباد الناس.

5.     العداوة المبنية على اساس النسل و اللون من و جهة  الفطر السياسية

من هذا نعرف أن هذه العوامل كلها هي جوانب مختلفة للمظاهرالمادية عند هم .

النهاية ھی الشیوعۃ

ثم اننا أذا درسنا الشيوعية و جدنا ان هذه الحضائر التي تنميز بها الحضارة الغربية الحدیثة تبلغ ذروة أو جها في الشيوعیة وبالمقدونة بخد ان العلمانية قوم بجانب الشيوعية بالنسبة تلك الخائص في حين ان الشيعية تبدو کالعملاق مع كونها من جنسها و  بالرغم ایضا من ان الشيوعية مدينة في عامل من وجود ها لعلمانية فانها مدينة لها ۔

المراجع

روبرت بر یفولت۔ تکوین الانسانية "

(Robert Briffault: The Making of Humanity)

د ريبر " الصراع بين الدين والعلوم

 Draper: Conflict Between Religion & Science

الکس کیر ل " الانسان المجهول"

  Alexis Carrel: Man The Unknown

مسز هدسن شو " الجنس و الشعور العام "

Mrs. Hudson Shaw: Sex & Commonsense

اسپرنکولر "تدھور الغرب"

Sprengler : Decline of the West

:ب ۔ی۔سورو کن"- ازمة عصرنا"

P.A. Sorokin: The Crisis of Our Age

ا.ج. توينبي " التاريخ ینبة الانسان الجديد

A.J. Toynbee: History Warns the Modern Man

النظرية الا سلامیۃ

القيم والمبادي

ان الشعور الانسان يظهر نفسه فی خمسة مظاهر هي

1        الشعور المادي

2        الشعور  العقلي

3        الشعور الخلقي

4        الشعور الجمالي

5        والشعور الروحي

 ومن هنا وجدت مجالات خمسة للنشاط البشري في المجال المادي والمجال العقلي والمجال الخلقي والمجال الجمالي والمجال الروحي و هذه المجالات تتعلق بخمس قيم

هي القيم المادية والقيم العقلية والقيم الخلقية والقيم الجمالية والقيم الروحية فالفروق التي توجد في عقائد الناس و الامتيازات التي نشاهدها من حضارة الى اخرى انماء تنبعث من الاهتمام الذي يوجه الي بكفر هذه القيم.

اذا استقصينا هذه النظريات التي برزت عبرالقرون و جدنا ان كلا منها اهتم بجانب من هذه القيم اكثر من الجوانب الاخری و بعض هذه الجوانب عنی عناية بالغة بالقيم لمادية و بذلك برزت الحضارة المادیۃ و البعض اِهتم بجانب اخرى اهتماما بالغا فبرزت القيم الروحية و هذه الاخيره انقسمت الى قسمين قسم عنى بالروحية الرمزية و هو القسم الذي يقوم على اساس تاويل الحياة تاويلا رمزيا و علی استقرار من الحياة العملية و قسم عني بالروحية العقلية و هو القسم الذي يقوم بتوجيه النشاط البشری و قفا للمقتضيات الروحية و توحید الشخصية البشرية على أساس القيم الروحية۔

على ان هذه النظريات لا تهتم بواحدة من هذه القيم خالصة دون الاخرى بل انها عنيت بجميعها وترتبها بترتیب خاص بحيث يكون بناء ها الاساسي فوق غيرها من القيم ثم تاتي التي تليها وهلم جرا لقد علمنا أن نظرية الحضارة الهندوكية نظرية مزية عقليةبحيث ان الرمزية سيطرت على القيم العقلية وهذه النظرية تعترف بالقيم الخلقية كشی اضافی بالنسبة الى القيم الرمزية فهذه النظرية اشبعت بكثير من التجارب الروحية و النواحي الدقيقة من الفلسفة ومع ذالك فقد فشلت في تقديم أية خدمة في مجال العلوم التجريبية۔

والحضارة الافريقية حضارة تجريبية عقلية و عليه فليس من الغرابة في شمس ان يغشل الا غريق في تقديم اي اسهام في مجال التجارب الروحية او الرمزية وفي مجال الفلسفة الدقيقة كا سهام الهنادک و مع ان الاغريق كانوا يهتمون اهتماما بالغا بالا مور العقلية فان كبار الفلاسفة منهم قد عجزوا عن صيانة فكرهم من الخرافات و الا و هام الزائفة.

ونظرية الحضارة الغربية الحيثة هي نظرية مادیة من حيث أنها تعترف بالمادية كقيمة اساسية في حين انها تعتبر القيم الجمالية و العقلية خاضعة للمادية وان القيم الخلقية لا تتعين اهميتها الا بعدی افادتها في الاحوال المختلفة.

الصفات الاساسية للنظریۃ الا سلامية

الاساس الروحي وامتزاج القیم

ان الصفات الاولى الاساسية للنظرية الاسلامية  ھی الاعترا ف بالقيم الروحية العقلية كقیم اساسية لها و هذه القيم تحاکی دم الحياة الذی یا بحري في جسد الاسلام و ليس معناه ان الاسلام لا يعترف بغیرھا من القيم بل انہ یوکد ضرورة امتزاج هذه القيم امتزا جا صالحا و ينزل كل نوع من القيم في مكانه الاصلي من غير نقص ولا زيادة والاعترافی يكون القيم الروحية قيما اساسية يستلزم تاسیس بنیة الحياة علی اساس الايمان وهو عبارة عن عقيدة الاله الواحد الحق و على الاعتراف بر سلو و بالحياة بعد الممات.

وبمعرفتنا للاسلام فان عقيدته هي مصدر العمل وان الحياة تتدفق من الداخل الى الخارج و العقيدة تحاكي الجزور التي تخرج منها شجرة النشاط البشری باعضا نھا المتعددة من الأخلاق الكريمة و السياسة والاقتصاد و غير ذال فازا قويت الجزور و صحت ورسخ  حب اللہ فی القلب و الا خلا ص واذا تمكن في القلب خوف يوم الحساب فان النشاط البشرى يتقدم بطبيعة الحال الى النجاح المزدهر وھذا ما حصل للعرب حين استجابوا لدعوة رسول الله ﷺ - فقد تغيرت حياة من امنوا منهم به تغیرا عظيما ونا لوا  تلک الدرجة من التزكية و الطهر في دوافعهم و اعمالهم و هي التي لم ينلها غيرهم في الامم لا من قبل ولا من بعد فقد تبدل مجری تاریخهسم و تبدل پذلك مجری التاريخ البشري ومن هنا يختلف الاسلام عن الشيوعية التي تهتم بالمادية اهتماما بالغا على حساب القيم الأخرى و يختلف الاسلام عن سائرا لا دبیان التي تعنی ببعض القيم الاخرى غاية كبيرة والتي ليس في نظامها الانسجام والشمول۔

الهدایة الشاملۃ

يرى الاسلام ان الله تبارك و تعالى هو المصدر الحقيقي الهدایة فلا بد من ان تكون هديته هداية شاملة وهذه هي الصفة الثانية الاساسية من صفات النارية الاسلامية والاسلام له دينا مبنيا على بعض المناهج والمشاعر و على بعض المثل و المعجزات بل هو دین کامل وهداية شاملة لكل ما يتصوره العقل من مجالات النشاط البشری فلیس الاسلام دينا كسائر الاديان فحسب بل هو ثقافة و حضارة في نفس الوقت وان هدفه هو فلاح في الدنيا وفلاح في الاخرة۔

التوحید

 أن تصور مزج القيم الاسلامية يقود. نا الى الصفة الثالثة  من الصفات الأساسية من النظرية الاسلامية و هي التوحيد . و عقيدة التوحيد سارية في الاسلام من بدئة الى نهايته فالا سلام يوكد بان الله واحد في ذاته وصفاته وأنه لیس له شريك في تل بير أموره وانه ليس له ولا مثیل و بهذه العقيدة ادحض الا سلام تعاليم الاديان الأخرى من المسيحية والهندوكية و الوثنية فان تصور الاسلام عن توحيد الخالق يفوق كل التفوق ازا ماقودن بعقيدة اليهود عن تشخيد الاله واقراره الله وجود خارجی معین یمیزہ عن البوذية و الجينية لا نهما لا تعترفان بالله کوجود خارجی و لا شك في أن عقيدة التوحيد التي یدعوا اليها الاسلام عقیدة خالصة سامية لا مثيل لها في الأديان الأخرى و هي عقيدة علمية موافقة لا قتضاء العقل كما نرى ان الفلسفة العلمية الحد یثیة متجهة الى نفس ذلك الاتجاه.

و الثاني من مظاھر التوحيد ما نشاهده في اطار الطبيعة الإسلام يدعي بان الكون كله وحدة شاملة وان خالقه اله واحد وان كل جز من اجزاء هذا الكون مربوط بالا جزاء الاخرى وان هذه الاجزاء مختلفۃ التي تكون هذا الكون تعمل في اتجاه واحد و الى غاية معينة و هذا ما يجعل الكون نظاما خاضع للقيم الخلقية.

والثالثة من مظاهر التوحيد هي وحدة النوع الانساني فالبشرية بكاملها تحکی اسرة واحدة من وجهة نظر الاسلام مع اختلاف الألوان والا لسنة و الاجناس و بذلك وضع الا سلام اساسالمبادي الحقوق الانسانية و من الجائز ان يسعد ذلك من أهم منجزات في حقل العلاقات البشرية.

والرابعة من مظاهر التوحيد ما نشاهده في حقل العلوم فان كل جزء من اجزاء هذا الكون متعلق و مربوط با لا جزاء الأخرى بنظام خاص والعلوم التي بتحث عن هذه الاشياء هي الاخري متشابكة مربوطة مع اختلاف مظاهر ها و مبا حتها فيدعي الاسلام بان الانسان في وسعه ان يصل الى العلم الحقيقي فيتمتع بمنافعه بتتبع العلوم ولا بتقسيمها إلى اقسام مستقبل بعضها عن بعض من غیرای ارتباط فيما بينها الخطاء الذي ارتكبته الحضارة الغربية -- بلی بتنظمها في نظام واحد فهكذا وهبنا الاسلام مبداء توحيد العلم۔

 و الخامسة من مظاهر التوحيد هي الشخصية البشرية يرى الاسلام ان الخصائص المختلفة من الشخصية البشرية ليست في الحقيقة الا زوايا مختلفة من شئی واحد وأن الشخصية البشرية کیان واحد عضوی وانهه ليس من الممكن ان تنشاء نشاة مستقيمة الا ببذل عنايه وافرة بكل زاوية من زوايا الحياة فالتفريق بين الأمور الدينية و بين الأمور غير الدينية افسر غير معترف به في الاسلام - وهذا الرائی الشامل للشخصية الانسانية باكس راي الاديان الأخرى التي تقسیم الشخصية البشرية الى زوايا مستقلة في حد ذاتها وتتفق العلمانية الغربية والشيوعية مع هذه الأديان في هذا التفريق .

الوحي السماوي

الرابع من الصفات الاساسية للنظرية الاسلامية هو الاهتمام البالغ بالوحي السماوی من حيث كونه السبيل الوحيد للهدایة و اساسها فقد اخبرنا الاسلام بان الله تبارك و تعالى لما خلق الانسان الاول - وهو آدم – اودع فيه علم كل شیئی و جعله اول بنی وان الله لم يزل يرسل هدايته عن طريق الوحي على انبيائه الذين بعثوا في كل امة من الأمم وان هذه العملية التربوية استمرت الى ان جاء سيدنا محمد ﷺ فانتهت به الرسالة و غلق باب الوحي الى الابد فقد ثبت أن مصدر الحضارة البشرية هو الوحی السماوي الذي لم يزل يرشد الانسان و يهديه في كل عصر من العصور الى أن جاء سیدنا و مولانا محمد ﷺ و مع بعثته بلغت الانسانية الى سن رشد ها حيث لم تبق لها حاجة لى ان تطعم بالملعقة ان اخر الكتب السماوية وهو القران الكريم . لم يزل الى يومنا هذا في حالته الأصلية من الصحة و سيبقى هكذا الى الابد

فا لمبدا الذي يستنبط من هذا التعليم هو ان نجاة البشر كان ولا زال متوقفا على الوحي السماوي و ليس معنى هذا أن الا سلام يجرد العقل الانسانی من مكانته الرفيعة في الحياة العملية بل هو يقر باهمية العقل و ضرورة اكتساب العلوم بكل تاکید پل انه يعرفنا مع الاعتراف بمكانة العقل بالحدود التي لا يتجاوز ها العقل البشری وينبنا مثلا أن العقل الإنسانی ليس في وسعه ان يجد سبيلا الى علة العلل او العلة الاخيرة و فيما يتعلق بمسائل المجتمع فان الاسلام على أن العقل البشري لا بد من أن يرتكب الا خطاء الفاحشة لولم يهتد بالهداية السماوية وعلاوة على ذلك فان العقل البشري لم يصلي الي درجته التي وصل اليها من النضبح والتھذيب الا بعد أن تمتع بالهداية السماوية وتربی تحت ظلها عبر العصور السالفة.

مبداء الخلافۃ الٰہیۃ

الخامس من الصفات الاساسية للنظرية الاسلامية هو ما يثبته الاسلام من علاقة الانسان بهذا الكون و یوكد الاسلام بان الانسان خليفة الله في الأرض ولكن ماذا يعني هذا الاصطلاح - - ان معناہ  من واجب الانسان ان يعمل كنائب الله عز و جل في كل ناحية من نواحي الحياة سواء اكانت تتعلق بذاته ام بغيره ام كانت تتعلق بالاخلاق ام بالاقتصاد ام بالسياسة ام بغيرها من أمور المجتمع و هذه الفكر تفتح الآفاق للروحية الشاملة وترشد الانسانية الى الحضارة الصالحة هذا من جهة ومن جهة اخرى فانها تو هل الانسان الى تسخير القوى الفطرية باستخدام القوی التي اودعها الله فيه فيتشبة بالله في الأمور التكوينية.

و هذه الفكرة التي جاء بها الاسلام فكرة ثورية و بها فتح القران الكريم ابواب التقدم العلمي والصناعي من جهة ومن جهة اخرى و جه ضربة عنيفة إلى عبادة المظاهر الفطرية التي تختصر بالاديان الوثية.

الجمہورۃ الصالحة

و السادس من الضفات الاساسية للنظرية الاسلامية و هو الجمهورية الصالحة فا المجتمع الذي ينشئه الا سلام مبني على أساس الجمهورية. على ان تكون في نفسر الوقت جمهورية روحية و جمهورية اشتراکی و جمهورية سياسة.

والمجتمع الاسلامي يحاکی جمهورية روحية لانه لا يوجد في الاسلام کهنوت و هي جماعة من رجال الدين اوطبقة ممتازة مكونة من الذين يتوسطون بین العبدوالمعبود، والأديان الأخرى تعترف بضرورة الكهنوت و تقر بسيطرة روساء الدين على الناحية الدينية من الحياة.

والمجتمع الاسلامي يحاکی جمهورية اشتراكية لانه لا يعترف بالكرامة الا بالتقوى - وهو الخلق الحسن - و يطعن بان الكرامة لير مصدرها قبيلة ولا أسرة ولا نسل او جنس حتى ولا منصب حكومی فان مصدرها الوحيد هوالتقوی .

وعليه فان المجتمع الاسلامي هو جمهورية سياسية لانه يو سس الدولة على أسس الحكومة الالهية للناس ومن الناس أن الاسلام يستخلص الحكم لله وبذا يوكد ان لیس للانسان ان يخضع غيره لحكمه من أبناء جنسه أن رئيس الدولة ووزرائه و مجلس النواب كلهم و سائط انتخبوا من بين الناس وفق المبادى الاسلامية لادارة الشلون الحكومية وانهم ليسوا الا وکلا لله وممثلين من الجماهير و السيادة في نظام الحكم الاسلامي ليست لفرد من الافراد بل للقانون و المبادی و الناس كلهم سواء في القانون و هكذا یطا الاسلام تحت قدمة تلك العقيدة القديمة المبنية على تقديس حقوق الملوك والكهنة و يقضى في نفس الوقت على بعض امتیازات الروساء

 ومما يجدر ذكره هنا ان الجمهوريات الحديثة التي اسست على اساس حكومة الجماهير لا تستحق اطلاق اسم الجمهورية عليها مطلقا لكونها خاضعة لحزب من الأحزاب في حين ان الجمهورية الاسلامية التي اسست على اساس سلطان الله لا تخضع لای حزب من الاحزاب بل تعمل لصالح الجميع الجماهير ذلك لان حق التشریح منوط بيد في هذه الجمهوريات الحديثة و ينوب عن الجماهير الحزب الذي ينتمي اليه اكثرية الشعب و الاسلام يحص حق التشريع بالله و حده و معناه ان افراد الأمة كلهم لهم الحق في الاسهام في سن القوانين ضمن اطار النشريعة الاسلامية .

مبدا الاعتدال

والسابع من الصفات الاساسية للنظرية الاسلامية هو مبدا الاعتدال فقد وضع الاسلام قاعدة كلية لا تخاذ الوسط من الأمور في افكارنا واعمالنا وهذا المبدا --- هو مبدا الاعتدال كما يتحقق في كثير من مسائل الحياة كما یلی ذکره ان من اهم ما تنقصه الاديان والانظمة الأخرى هو الاعتدال و جنحها اما الى هذه النهاية او تلك فهي تضحی اما بمصالح الدنيا او بمصالح الاخرة و اما الاسلام فانه يعتني بالا عتدال بین مصالح الدنيا و مصالح الا خرۃ ویمنعنا حتى نظرية الحياة المعتدلة كل الاعتدال از لا يتسني بدونها النجاح في الدارين .

والا سلام لیس نظاما مسترخيا ولا ضيقا بل انه يراعي الاعتدال في الامور و الاحكام - الموقتة منها والمودة فقد وضع لنا من الاحكام و المبادي ما لا يقبل اي تفسير كما نراها في القران الكريم و السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاۃ وأتم التسليم ومن جهة أخرى فقد فتح لنا ابواب الاجتهاد لاستنباط المسائل في الامور التي تتغير أحكامها مع تغير الظروف فالمبادي المستقلة هي ما تتعلق بالطبيعة البشرية التي لا تتغير و المسائل الاجتهادیة هی مالا تتعلق بالطبيعة البشرية المستقلة بل تختلف أحكامها من وقت الى آخر و من بيئة الى بیئۃ ففي مثل هذه الامور توجد المرونة في الشريعة المطهرة .

و فيما يتعلق بالمجتمع و علاقة الافراد معه فان الاسلام لا يضحي بحقوق البعض من اجل مصالح البعض الآخر بل انما يضمن لكل حقه.

وفي الحقل السياسي براعي الاسلام اعتدالا صالحا فيما بين حقوق افراد الأمة و حقوق الدولة فيحول بذلك بين الامة و الاستبداد او الفوضى من جانب الحكام و في الحقل الاقتصادي يحقق الاسلام لكل من الاجرو الاجير حقه و بذا يرشد الامة الى الطريق المعتدل بين الراسمالية والشيوعية.

الأسوة الكاملۃ

و الثامن من صفات النظرية الاسلامية هو ان الاسلام لیس بنظرية خالصة مجردة عن العمل بل هو دين العمل فان رسول الله صلی الله عليه وسلم لم يقنع بمجرد الوعظ والتشريع انما اتبع ذلك بالعمل ان تعاليم الاسلام مشتملة على الأحكام التي تتعلق بكل وضع من اوضاع الحياة و كذلك كانت سيرة رسولنا محمد صلی الله عليه و سلم مشتملة على كل و ضع من الاوضاع البشرية و على كل نوع من النشاط البشری و هكذا أعد لنا الاسلام اسوة كاملة في رسول الله ﷺ للاتباع و التقلید بجانب الهداية في جميع شئون الحياة وهذا الوصف لی له نظير في التاريخ .

البساطة
التاسع من صفات النظرية الاسلامية هو بساطتها فالمدا الأساسي في الاسلام هو كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله وهذه الكلمة بسيطة الى الغابة و واضحة المعني كل الوضوح حيث لا يوجد لها نظیر في الأديان الأخرى وليس في الاسلام شئی من العقائد المبهمة المسيرة الفهم ولا من الشعائر الغامضة الشديدة الغموض۔

مطابقة للعقل

و العاشر من صفات النظرية الاسلامية هو موافقتها ومطابقتها فالقران مثلا لا يطالبنا أن نومن على اساس امنوا فتنسجوا من غير بحث ولا استدلال بل انه ياتي بالادلة المعقولة لتدعيم مبادی الايمان و یدعوتثبيتها في القلوب، و يد عوالی استخدام العقل في سبيل معرفة الحقيقة واراك و ادراك جمال، تعالیمه و حسنها ولا يوجد ثمه دين من الاديان الا خرى له مثل هذه المزايا .

وفيما يتعلق بمسائل المجتمع و الافراد فان الاسلام لا يحقق الاعتدال والانسجام بين العقل و الوحي فحسب بل ھوايضا يعترف بضرورة اكتساب العلوم العقلية كوا جب مقدس فالقران يوجه العقل البشري و يحرضه على دراسة مظاهر الفطرة لاد راء صدق كتاب الله في مشاھدة صنع الله تعالی و لتسخير قوى الطبيعة واستخدامها لتحقيق ما هو المطلوب من الانسان بالنظر لكونة خليفة الله في الأرض.

آن دراسة العلوم العقلية لا بد من أن تجرى في بيئة ملائمة المقتضيات حاجيات المجال الروحي لا من أجل تثبيت المادية او افكار الخالق كما يشاهد مع الاسف في العالم الغربي۔

التتمۃ

 لقد اوضحنا بكل ایجاز مبادی الحضارة الغربية و مبادی النظرية الاسلامية و النتيجة الوحيدة توصلنا اليها هي ان الطابع المادي۔

الشهواني الذي اتسمت به الحضارة الغربية لا يتفق اصلا مع الطابع الروحي الذي يتسم به الاسلام و يمتاز .

ومن الضروري أن نذكر هنا أن الإسلام لا يعتقد في الشهوانية ولا في الراجعية انما يقوم الإسلام على حق التعاون في كل أمر حسین و علی كل أمر يودي الى التقدم الصالح في كل حقل من حقول النشاط البشري اما فيما يتعلق بالا مور الحسنة فان القران الكريم يقول " و تعاونوا على البرو التقوى وفيما يتعلق بالتقدم في حقول النشاط البشري فان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الحكمة ضالة المومن فحيث و جد ها فهوا حق بها۔

والحكمة الوحيدة التي يستطيع الغرب ان يزورنا بها هي  ما احرزہ من التقدم الصناعي والاسلام لا يحول بين المسلمين و بین تعلم هذه الحكمة ولكن الثقافة الحسية التي اصبحت من ابرز مظاهر الحياة في العالم الغربي هي سم قاتل في كثير من نواحيها حتى ان اتباء عھا مرادف للقضاء على الاسلام.

فضلا عن ذلك فان الاسلام يهدف الى انشاء ثقافة و حضارة مستقلتين له و مخصوصتين به فلا يسمح بأن يتطرق اليهما او الى مبادية دخيل خارجی من الافكار والا وضاع.

و من الضروري أن يدرك العالم الاسلامي هذه الحقيقة و يفهمها حق الفهم قبل أن يفوت الا وان وان فهم هذه الحقيقة ينتج عنه القضاء على تلك الفوضى السائر بیننا والرجوع الی الفلسفة الا جتماعية الاسلامية وانشاء النظام التدريسي الذي یخرج العلماء المثقفین ثقافة اسلامية صالحة.

29 دسمبر 1971ء


من سلسلة الكتب التذ کاریة عم معهد العليمية             رقم 14

الا سلام و الحضارة الغربية
الدکتور محمد فضل الرحمن الانصاری

من مطبوعات
الوفاق العالمي للدعوة الاسلامية


 

 

 

 

اھداء الی 

الا خ الحاج احمد دو موكا و الا نتو
رئیس جمعية مسلمي الفلبن فی منیلا

تقدیرا
لخدماتہ الجليلة للاسلام والانسانية


 

Post a Comment

Previous Post Next Post

Featured Post